جَدتَّي في عیِدِھا التِّسعین
جَدتَّي عُمرُْھاَ تِسْعوُنَ سنََة .ً.احتَْفلََتْ قبَْلَ يَوْمیَْنِ بعِیِْدِ میِْلادَِھَا ..
ارتَْدَتْ أَحلَْى ثیِاَبَھَا ..وَضَعَتْ علََى رأَْسِھاَ منَْديِلاً ملُوَنَّا .ً.وزَيَنََّتْ
صَدرَْھاَ بعَِقْدٍ مِنَ اللؤُّلؤُ، ووََضَعَتْ في شَعرِْھاَ ورََدةًَ حَمرْاَء .َ.فَجَدتَِّي
تُحِبُّ الْحیَاَةَ..
أَسْمَعتَنْاَ جَدتَِّي في عیِْدِ میِْلادَِھاَ الأَخیِرِ حِكاَياَتٍ ترَوْيِھاَ ربَُّماَ للِْمَرةَِّ
الألَْف،ِ ومَعْ ذلَِك،َ سَمِعنْاَھاَ بِشَغَفٍ وحُب .ٍّ.أَعاَدتَنَْا إلى الورَاَءِ
أَعْواَماً طوَيِلَة .ً.ذَكرَّتَنْا بِطُفوُلتَنَِا ..وقاَلَتْ إنَِّھَا سَترَوِْي لنََا قِصَصًا
أُخرَْى جَديِدةًَ عنِْدَ اُحتِْفاَلِھاَ باِلْعیِْدِ المئَِةِ مِنْ عُمرِْھاَ..
الْعیِْدُ التِّسْعوُنَ جَمَعَ كُلَّ أفَْراَدِ العْاَئلَِة .ِ.أَطْفَالا وشَباَباً وشُیوُخا .ً.
فَجَدِّيْ عُمرُْهُ سبَْعوُنَ سنََة .ً.وھِيَ في الحَقیِْقَةِ لیَْسَتْ جَدتَِّي، بَلْ
أُمُّ جَدِّي، أَعنِْي أنََّھا جَدَّةُ أبَِي..وأبَِي عُمرْهُُ خَمْ سٌ وأرَبَْعوُنَ سنََةً..
قَضَینْاَ وقَتَْاً طَويِْلاً ونَحْنُ نَفْتَحُ الھَداَيا ال تَِّي مَلأَتْ داَرَ جَدتَِّي
الواَسِعَةَ..الكُلُّ تَساَبَقَ لیُِھْديَِھاَ ھَديَِّةً تُعبَرُِّ عَنْ حبُِّهِ لھَا ..أَمَّا أنََا
فَكنُْتُ أرُيِْدُ ھَديَِّةً مُختْلَِفَة .ً.لَمْ أَشتْرِِ ھَديَِّةً مِنْ مَحَلٍّ ولا من سوبرِّْ
ماركِْتْ..أرَدَْتُ أَنْ أَصنَْع لَھاَ شیَئْاً بیَِدَيَّ أنا ..صَنَعْتُ لھا ثوَبَْاً ملُوَنَّاً
بِقِطَعِ قِماَ شٍ كثَیرةٍ لیِبَْدوُ الثوَّْبُ تُحْفَةً رائِعَة .ً.فأنا خیَاَّطَةٌ ماھرَِة،ٌ
وكُلُّ طالبِاتُ مَدرَْستَِي يَحْسُدنْنَِي علََى ذلَِك .ْ.فَقَدْ علََّمتَنْي جَدةَُّ
أبَي أَشْیاَءَ ك ثَیرة،ً فھيَ مَدرَْسَة .ٌ.بَلْ جاَمِعَةٌ لِكُلِّ الكلُیِّاتِ
الجاَمِعیَِّةِ..
قبَْلَ يوَْمیَْنِ فَقَط،ْ عِشنْاَ مَعَ جَدتَّي لَحَظَاتٍ عائلِیَِّةٍ نَادرَِة،ٍ الْجَمیِعُ
حَضرََ مِنْ كُلِّ الأنَْحاَء،ِ حتَّى عَمِّي الْمُھاَجرِ في كنََدا وخَالتَِي التَِّي
تعَْمَلُ طبَیِبَْةً في بلََدٍ خلَیِجِيّ..وابْنُ عَمِّي الَّذِي يَدرُْسُ في
فرَنَْساَ..وعَمتَِّي التَِّي تَعیِْ شُ في مَديِنَةٍ بَعیِدَةٍ..
كانَ احتِْفاَلاً حَقیقیا ..لَكنِنَِّي في الحَقیقةِ لا أدرْي كیَْفَ اُسْتوَْعَبُ
منَزِْلُ جَدتَّي كُلَّ ھذا العَددَِ مِنَ الناَّ سِ..
بعَْضُھُمْ كانَ يَقْضِي الوْقَْتَ في الحَديقة،ِ وبَعْضُھُمْ جلََ سَ في
الصاَّلَة،ِ وبَعْضُھُمْ خرََجَ إلى سَطْحِ الْمنَزِْلِ لیِتَنََشَّقَ الھوَاءَ المنُعِْ ش .َ.
وكناَّ جَمیعاً نَحرِْصُ على الاْلتِْفاَفِ حوَلَْھا قَدرَْ الْمُسْتَطاَعِ لنَِسْتَم عَِ
إلى حِكاَياتِھا التَِّي تُكرَرُِّھا دونَ أنْ تنَْسَى تَفاَصِیلَْھاَ ودوُْنَ أَنْ تَمَلَّ
مِنْ ذِكرِْھاَ ..فیِْماَ الْمُستَْمعِوُنَ لا يَملَوُّنَ مِنَ الإِْسْتِماَعِ إلیَْھَا، فَمِنَ
الناَّدرِِ حَقا أَنْ تَجِدَ واحِداً لَمْ يَستَْمِعْ إلى قِصَّةٍ منِ ھْاَ ولَوَْ مَرَّةً واحِدةًَ
لأِنََّھا ترَوْيِھا باستِْمرْارٍ..
أماّ أنا فَقَدْ كنُْتُ المُستَْمِعَةُ الداَّئِمَة .ُ.أَحْفَظُ قِصَصَ جَدتَِّي عَنْ ظَھْرِ
قلَْب،ٍ وأُطاَلبُِھا بالْمزَيِدِ وتَكْراَرِ القِصَص .ِ.فَھِيَ عنِْدَما تَروْي قِصَّةً
وتُعیِدُ روِاَيتَ ھَا ترَوْيِْھاَ بأُِسلْوبٍ جَديِْدٍ يبَْدوُ لِي وكأَنََّھا المَرَّةُ الأوُلَْى
التَِّي ترَوْيِھا فیِْھا..
عِشْتُ مَعْ جَدتَِّي طُفوُلتَي وصبِاَيَ..
بیَتْنُاَ قرَيِْبٌ مِنْ بیَتِْھَا ..فَأبَي مثِْلُ أبَیِْهِ وجَدهِِّ يُحبُِّونَ الحیََاةَ في
القرَيَْةِ ويُفَضِّلوُنَ العَیْ شَ فیِْھَا، وَمِنَ النَّْادرِِ أَنْ يغَُادرِوُا الْقرَيَْةَ إلاَّ
لِسبََبٍ قاَھرِ .ٍ.لِذاَ فإننَّا قلَیلاً ما نبَتْعَِدُ عَنْ جَدتَّي، التَّي أَعتْبَرُِھَا
صَديِْقتَِي رَغْمَ فارِقِ السِّنِّ بیَنْي وبیَنَْھا ..والجَمیِْعُ يَعْرِفُ كَمْ
أُحبُِّھا..
قبَْلَ يوَْمیَْنِ فَقَطْ اجتَْمَعَتِ العاَئلَِةُ كلُُّھا ..كبِاَراً وصغِاَراً لیَِحتَْفلُِوا بِعیِْدِ
مِیْلادَِ الجَدَّةِ العَجُوزِ..وكاَنَتْ تَعِدُھُمْ باحتِْفَالٍ أَكبَْرَ في عیِْدِھا
المئَِة..
الیْوَْمَ صبَاَحاً ..وَمِنْ دوُْنِ موَْعِدٍ مُسبَْق ؛ٍ عادَ أفَرْاَدُ العاَئلَِةِ لیَِجتَْمعُِوا
جَمیِْعاً ولَیِوَُدِّعوُا جَدتَِّي الوَداَعَ المُفاَجِىءَ..الأَخیِرْ.