عمّ صالِحْ
ناَدرِاًَ ما كن اَّ نرََى العمّ صالِح صَاحِبُ الْمتَْجَرِ المُقاَبِلِ لِمَدرَْسَتنِاَ
القَديِْمَة ضَاحِكاً أوَْ علََى الأقََلّ مبُتَْسِما،ً كانَ على الدوَّاَمِ
مُكَشرِّا،ً ويزَيِْدُ مِنْ جَھاَمتَِهِ أَخاَديِْدُ الزَّمَنِ المَحْفُورةَِ كأََخاَديِْدٍ في
الصَّخرِْ..
البَشْرَةُ السَّمرْاَءُ التي أدَْكنَتَْھَا الشَّمْ س،ُ وصَبَغتَْھاَ بلَِوْنٍ قَاتِم،ٍ
إضاَفَةً إلى صرَاَمَةِ العمِّ صَالِح وتَكْشِیرْتَِهِ المعُتَْادَة،ِ جَعلَنََا ونَحْنُ
طلابَّاً صغِاَراً نَخْشَىْ الاقتِْراَبَ مِنَ المتَْجَر،ِ وحتَّى أنَنَْا نبَتَْعِدُ عَ نْ
مَدْخَلِ الْمَحَل،ِّ ونَسِیرُْ علََى الرَّصِیْفِ المُقاَبِلِ لنِتََحاَشَىْ مُقاَبلََةَ
العمِّ صالح وَجْھاً لوَِجْهٍ.
ولوَْلاَ بعَْضُ الزبَّاَئِنِ الَّذيِْنَ يُداَوِموُنَ علََى الشِّراَءِ منِْهُ لأقَْفَلَ العمُّ
صالِح متَْجرَهَُ الصَّغیِرُْ..
وكنُاّ نَع جَْبُ كیَْفَ لا يَستْغَِلُّ ھَذا الرَّجُلُ وُجُودَ متَْجَرِهِ علََى مَقرْبَُةٍ
مِنْ مَدرَْستَنِاَ لیَِمْلأَ الْمتَْجرََ ببَِضاَئِعَ يَھوْاَھاَ التَّلاَمیِْذُ في مثِْلِ سِننِّا،
وكَیَْفَ أنَّهُ لا يَقُوْمُ بعَِرْضِ ما يَجْذبِنُاَ إلى المَحَل،ِّ وتَغیْیِْرِ ھَذهِِ
التَكْشیِرْةَ،ِ وتَبَْديِلِھا باِبتِْساَمَةٍ عرَيِْضَةٍ..
وبََداَ لِي أنَّ العمَّ صالح لم يَكُنْ مُھتَْما باِلبْیَْعِ والمتَُاجرََة،ِ كأَنََّهُ يرُيِْدُ
قَضاَءَ يوَْمِهِ ويَرَْحَلْ..
عِشْناَ مَعَ العمّ صالح طُفوُلَْةً طوَيِلَْة،ً لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ تَلاَمیِْذِ
المَدرَْسَةِ يَدْخُلُ متَْجرََه،ُ ولََمْ يَكُنْ أَحَدٌ ينُْفعُِهُ بِقرِْ شٍ واَحِدٍ..
أَصبَْحَ العمّ صالح باِلنِّْسْبَةِ لُغْزا .ً.نَخْشَى الاقتِْراَبَ منِْه،ُ ولََوْ كنُّا
بِحاَجَةٍ إلِى زُجاَجَةِ ماَءٍ نَشتْرَيِْھا مِنْ مَحلَِّهِ في يوَ مٍْ شَديِْد الحرَ،ِّ بَلْ
نُفَضِّلُ تَحَمُّلَ العَطَ شِ علََى تَحَمُّلِ نَظرَاَتِهِ الحَادَّةِ وتَكْشِیرْتَِهِ
الرَّھیِبَْةِ.