رحلةٌ إلى الماضي
عزيز يَحلُْمُ داَئِماً بأِنََّهُ يَعِی شُ في زَمَنٍ سَابِق،ٍ ويتََمنََّى لَوْ يَعُودُ
مئِاَتَ الأَعوْاَمِ إلى الورَاَءِ..
صَديِْقُه عثُمان يَستَْھزِْىءُ بِھَذهِِ الأُمنْیَِة،ِ ويَقوُلُ لعِزَيز :كیَْفَ تتََمنَّى
العوَْدةََ إلى الم اَضي وأنَْتَ تعَیِْ شُ في عَصْرِ التَقَدُّم؟ِ بالماضي لَمْ
يَكُنْ ھنُاَلِكَ سیَاَّراتٌ ولا طرُقُاَتٌ ولا مُكیَِّفاَتُ ھوَاَءٍ ولا أقَْماَرٌ صِناعیَِّة،
ولوْ عرََفَ الساَّبِقوُنَ ماَ ستََكوُنُ علَیَْهِ الیَوْمَ لتََمنَُّوا أَنْ يعَیِْشُوا فِي
المُستَْقبَْلِ ولیَْ سَ في الماضي..
قالَ عزَيز:أنا لا أقْصدُ كلَّ ما تفكِّرُ به،ِ إني أحبُّ العَودَْةَ إلى
الماضي باِلْمعَرْفَِةِ والتَّفْكیِْر،ِ أُحِبُّ قِراَءةََ التَّاريِْخ،ِ وزيَِارَةِ المتََاحِفِ
ورؤُيَْةَ الآثاَرِ القَديِْمَة..
أَخرَْجَ عزيز مِنْ جیَبِْهِ قِطعَْةً معَْدنَیَِّةً قَديِْمَةً جِدا ..ويبَْدوُ علَیَْھَا آثَارُ
الزَّمَنِ..وقال:أنُْظرُْ إلى روَْعَةِ ھَذهِِ العُملَْةِ التاَّريِْحیِّة..
ضَحِكَ عثُمان وقال :ھَذِهِ العُملَْةُ لا أستَْطیِْعُ أَنْ أَشتْرَِي بھا شَیئْا .ً.
أنا أرُيدُ عُملَْةً جَديِدةً لأَذْھَب إلى مَديِنَْةِ الألَْقَابِ أو المَطعَْمِ أو أَيِّ
مَكاَنٍ ألَْھوُ فیِْهِ..ھذهِِ العُملَْةُ لا قیِْمَةَ لھا..
أجاَبَهُ عزيز:ھَذِهِ العُملَْةُ النادرَِةُ لھا قیِْمَةً عنِْدَ مَنْ يَعرِْفُ قیمتَھا..
قالَ عثُمان:أنَْتَ داَئِماً أفْكاَرُكَ غرَيِبَْةٌ..
قالَ عزيز:أبََداً..عنِْدَما نَعُودُْ إلى الماضي ونَعِیْ شُ كما كانوا
يعَیِْشُون،ْ نَعْرِفُ قیِْمَةَ ما نَحْنُ فیِْهِ الآنَ مِنَ النعَِّم .ِ.ونُدرِْكُ أنّ
المُستَْقبَْلَ سیكونُ أعظمُ مما يمكنُ أنْ نتصورهُ..
عثمان:ربَّما..لَكنِنَِّي أفَُكرُِّ بالحاَضرِِ أكثرَ من الماضي والمُستَْقبَْل..
عزيز:أنا أُحِبُّ الماضي والحاضرَ والمستقبلَ..
عثمان:وأنَا أَشْعرُُ بِصُداَعٍ برِأَْسِي .كلَُّمَا تَكلََّمْتُ معََكَ بھذا
الموَْضوُعِ..ھیاّ نلَْعَبُ الآنَ (في الحاضرِ)..وغَداً نُفَكرُِّ ماذا سنََفعَْل؟ْ