السلام عليكم
لو تعلمنا كيف نذرف الدموع لاستغنينا عن ادوية كثيرة ,,
يجمع الباحثون اليوم شواهد تساعد في حل احد الموضوعات الغامضة التي تكتنف
حياة الانسان : معنى الدموع ؟
سنستعرض بعض اوجة الموضوع : ّّّّ
* ان للدموع تركيبا كيميائيا معقدا اكثر مما كان يظن الامر الذي يطرح مسألة كونها
وسيلة يعتمدها الجسم للتخلص من الفضلات .
* ان دموع المشاعر مختلفة كيميائيا عن تلك الناجمة عن الاثارة الخارجية وقد تحتوي كميات اكبر من المواد التي يولدها الجسم عندما يكون خاضعا للاجهاد .
* يشعر الناس عموما بارتياح بعد البكاء و اولئك الذين يبكون اكثر من سواهم قد يكونون
اقل عرضة للامراض المتصلة بالاجهاد مثل القرحة و التهاب
غشاء القولون المخاطي " colitis " .
* النساء اكثر بكاء من الرجال وقد يعود ذلك الى كيمياء الاجسام و الى قبول معظم
المجتمعات بهذة الحقيقة .
ومما يثير الدهشة ان عددا كبير من هذة النقاط لم يطرح الا اخيرا في حين ان الوظائف الفيزيائية للدموع مثل غسل العيون و حمايتها لم تثر الاهتمام العلمي لوضوحها
فأن العلاقة بين المشاعر والدموع بقيت متروكة للشعراء و علماء النفس ,,,,
الباحثون من جهتهم بدأوا يفهمون عملية الدمع قبل نحو 32 سنة فالعين مغطاة بغشاء
دمعي ذي ثلاث طبقات : طبقة داخلية تسمح للدموع بالانتشار المتكافىء فوق القرنية
و اخرى طبقة متوسطة مائية تبقي سطح العين رطبا وناعما و ثالثة طبقة خارجية زيتية
يظن انها تعوق التبخر ,,,
الطبقة الداخلية تأتي من خلايا على سطح العين
الطبقة الخارجية تفرزها غدد متناهية في الصغر موجودة اساسا في اطراف جفن العين
الطبقة المتوسطة المائية التي نسميها دموعا فتأتي من الغدد الدمعية في الجزء العلوي
من محجر العين ,,
بفتح العين واغماضها 16 مرة في الدقيقة يمسح الجفنان الملوثات و يدفعانها الى الزاوية الداخلية حيث تخرج مع كمية صغيرة من الدموع عبر قنوات دقيقة ,,
وعندما تستجيب الغدد الدمعية لتهيج العين او لاحاسيس داخلية فانها تغرق هذة القنوات بالدمع الى حد ان السائل ينزل عبر الانف و يفيض من الجفون على الخدين .
لماذا يذرف الانسان دمعا استجابة لضغوط عاطفية وهو الوحيد القادر على
ذلك ظاهرا بين الكائنات ؟؟
بدأ هذا السؤال يثير اهتمام " وليم فراي " 1972 م فحين كان يعمل لنيل شهادة الدكتوراة في الكيمياء الحيوية من جامعة كايس وسترون ريزيرف في كليفلاند بولاية
اوهايو ابدى اهتماما بالربط بين كيمياء الجسم والتغيرات الذهنية والعاطفية وبدا ان الدموع العاطفية قد تنبئة بشيء و في العام 1979 م اصبح " فراي " مدير مختبرات الابحاث النفسية في عيادة " رامزي _مدينة سانت بول _ ولاية منيسوتا " فتوافر له الوقت الكافي و المال اللازم لمتابعة ابحاثة في الدموع ,,
اثبت " فراي " صحة اكتشاف تحقق سابقا و مفادة ان الدموع الناجمة عن المشاعر تختلف
كيميائيا عن دموع تهيج العين و هي تحتوي كمية اكبر من البروتين و اذ تعمق "فراي"
اكثر في دراسته محتوى الدموع بدأ يكون نظريتة الخاصة عن دور الدموع في التخفيف
من الضغوط العاطفية ,,,,,
وبغية معرفة كم مرة يبكي الانسان و الدافع الى البكاء و ما تفعلة الدموع جند "فراي"
و اصدقاؤه في عيادة " رامزي" 331 متطوعا راوحت اعمارهم بين 18 و 75 عاما
و طلبوا منهم ملء مفكرة مفصلة عن البكاء في فترة 30 يوما و هكذا سجلت النساء عددا
من حوادث بكاء بلغ معدله 5.3 مرات بسبب ضغوط عاطفية خلال الايام الثلاثين
اما الرجال فبلغ المعدل لديهم 1.4 و افاد 85 في المئة من النساء و 73 في المئة من الرجال
انهم شعروا بالارتياح بعد البكاء فقط 6 في المئة من النساء الاصحاء و 45 في المئة
من الرجال الاصحاء لم يبكوا ,,,
زيادة على الاحصاءات المتوافرة كشفت مفكرات الافراد الدور الذي يؤدية البكاء في
حياة الناس ,,,,
و قد سجلت مفكرة ام شابة 16 حادث بكاء بما فيها دموع الفرح و الفراق و التعب و
الاحباط و على الرغم من هذا البكاء كله و ربما بسببه اتت معظم ردودها ايجابية على نظرتها للحياة عموما فهي ابدت تفاؤلا بالمستقبل و عرفت ان لها دورا مفيدا في عائلتها و
مجتمعها و اعتبرت حياتها " مليئة و غنية على نحو رائع " ,,
وثمة شاب بكى مرتين عندما علم بوفاة عمتة و خلال مشاهدة فيلم سينمائي اثار فية
مشاعر حول مآسي الحروب { مما يثير الدهشة ان ردود فعل الرجال ازاء وسائل الاعلام
مثل الراديو والتلفاز و السينما كانت حرية بدفعهم الى البكاء تماما كعلاقاتهم الشخصية }
هذة الوقائع تسلط الضؤ على بعض ما اكتشفة " فراي " على سبيل المثال تبين ان النساء
الدافع الرئيسي لبكائهن هو العلاقات الشخصية و قد اظهرت الارقام ان :
49 في المئة من حوادث البكاء ناجمة عن حزن
21 في المئة عن الفرح
10 في المئة عن الغضب
في حين ان معظم النساء بكين بسبب الغضب فأن احدا من الرجال لم يفعل ,,,
احد المتطوعين الاصحاء الذين استجوبهم "فراي" اعطى معنى اوسع للبكاء
في جملة واحدة عندما قال " البكاء يريح النفس " ,,,
ان الفارق في البكاء بين الرجال والنساء عزي لفترة طويلة الى التنشئة الثقافية و التقليدية
الرجال اكثر تعرضا للامراض المتعلقة بالاجهاد و ربما كان العجز عن البكاء احد العوامل
المؤدية الى ذلك ,,,,
وفي حالات يشعر الرجال بقربهم من البكاء فيجدون الابتعاد عن مشاعرهم اسهل من مقاومة الدموع ,,
"فراي "قد توجة الى البحث في ما قد يكون اهم اكتشاف في حياته :
دور هرمون " البرولكتين " الذي ينظم در الحليب في الثديين فقد اظهرت دراسة حديثة
ان لافرق في البكاء بين الصبيان و البنات قبل سن البلوغ و يزيد "فراي" :
" بين الثانية عشر و الثامنة عشر تتكون لدى النساء نسبة من مادة " البرولكتين "
تزيد 60 في المئة عنها لدى الرجال و عندئذ يأخذن في البكاء نحو اربعة اضعاف اكثر من الرجال و يعتقد "فراي" ان هناك علاقة بين الهرمون والبكاء "
و البحوث التي تجري على البكاء قد تؤدي الى احداث تغير جذري في تفكيرنا
ازاء هذة الموضوع ,,,,,,
و على الرغم ان هناك اشخاصا يفرطون في البكاء فأن البكاء عملية
طبيعية ينبغي الا نخجل منها ,,,,,,,,,,,
بالطبع لو تعلمنا كيف نذرف الدموع لاستغنينا عن ادوية كثيرة ,
وكما قال الاديب البريطاني " تشارلز ديكنز " في احدى رواياته " البكاء يفتح الرئتين و يزيل الارتباك و يمرن العينين و يهذب الطباع "
فابكوا اذن ,,,,,,,
شكرا
منقوول
مع تحياتي