إذا ما شعر الشباب برغبة ملحة في الاتصال بشبكة الإنترنت على الدوام وراودهم الشعور بالقلق، إذا لم يتسنَ لهم الاتصال بالإنترنت لفترة طويلة، فيُمثل ذلك أولى المؤشرات التحذيرية إلى إدمانهم للإنترنت.
وينصح بيرنهارد كروسانت -كبير الأطباء بمستشفى (كريستوف كورنير) للعلاج النفسي بمدينة مونستر الألمانية- بضرورة التعامل مع هذه المؤشرات بجدية، ومحاولة البدء في استبدال الإنترنت بهوايات أخرى. أما إذا لم تفلح هذه المحاولة، فيؤكد الطبيب الألماني على ضرورة اللجوء إلى استشارة طبيب مختص.
وأشار كروسانت إلى أنه يُمكن إدمان الإنترنت بشكل سريع، لا سيما عند استخدام شبكات التواصل الاجتماعي؛ نظرًا لسهولة الاتصال بها دائمًا عن طريق خدمة الإنترنت المتاحة بالأجهزة الجوالة، كالهواتف الذكية والحواسب اللوحية، بحسب "وكالة الأنباء الألمانية".
ويرجع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي بين أوساط الشباب في الآونة الأخيرة إلى أن إمكانية توسيع نطاق التواصل مع الآخرين في الحياة الواقعية أصبحت غير متاحة بشكل كبير؛ بسبب صعوبة توفيق المواعيد، والارتباط بالتزامات الحياة العصرية، بينما يُمكن التواصل مع الآخرين بمنتهى السهولة بمجرد تسجيل الدخول إلى الحساب الشخصي على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار الطبيب الألماني إلى أن الفتيات الشابات يُمثلن الفئة الأكثر عُرضة لإدمان الإنترنت؛ ويُرجع كروسانت سبب ذلك إلى أنه عادةً ما تبحث هؤلاء الفتيات عن التقدير الذاتي في شبكات التواصل الاجتماعي، كالفيس بوك مثلاً، ويجدنها فيما يبدو على مثل هذه المواقع؛ إذ باتت هذه الشبكات تمثل رمزا للمكانة الاجتماعية يتجسد في عدد الأشخاص المسجلين بقائمة الأصدقاء.
وجديرٌ بالذكر أنه عادةً ما يزداد اهتمام الفتيات بطبيعتهنّ بالعلاقات الاجتماعية أكثر من الشباب.