تطوير التعليم حقيقة أم حبر على ورق؟
في
غمرة الدعوات الاصلاحية التي يفرضها واقعنا التعليمي البئيس تنشط حركات
هنا وهناك من اجل اعتماد هذه البيداغوجيا او تلك,هذا المقاربة او تلك,هذا
الكتاب او الاخر.نظريات متعددت غزت وتغزوا واقعنا التعليمي بأذن
وبغيره,فيما يشبه اللهفة الى اي حل كيفما كان لتسكين الالم وتضميد الجرح او
تاجيله لحين اخر.حتى بلغ بنا التسرع لنكسر برنامج اصلاحي في المهد من اجل
بديل بدا لنا اكثر اثارة.
هذه
الدعوات وما يقابلها من انحطاط لتعليمنا يجعل الدول العربية في استعجال
دائم لتبني كل جديد لعله يكون الحل .فكل وزير ياتي لنا بتصور لحل هذه
الازمة دون ان يكون لذلك اثر على واقع الحال.فالوزراء يتوالون ودار لقمان
تزيد اسوارها انهيار.الا ان ما لا يعرفه الجميع هو ان تبني بيداغوجيا جديدة
يقتضي كتبا مدرسية جديدة وصفقات جديدة وكل شيء على نفقة الاسر المغلوبة
على امرها.لذلك نجدهم يهللون لتعدد الكتب المدرسية بالنسبة للمستوى الواحد
على اسس يقولون انها سيسيولوجية وفي الحقيقة ليست الا تجارية محضة.
الاتفاقيات
التي تجريها الدولة مع دور الطبع والنشر تعود عليها بتروات هائلة تذهب الى
جيوب في غنى عنها وتترك جيوب المواطن الكادح كشكل متوحش من اشكال
الرأسمالية.وليتهم كانو يصرفونها في تجهيز المؤسسات التعليمية و تطوير
حدماتها كما وكيفا.حيث ان هناك مدارس كثيرة ايلة للسقوط على رؤوس تلاميذها
دون ان نتحدت عن تجهيزات هذه المؤسسات ومرافقها الصحية.فالى اين نتوجه بهده
السياسة التعليمية التي لا تزيد الوضع الا تازما.
كل
من قرأ مختلف المواثيق وبرامج الاصلاح المتوالية يرى انها تقدمية جدا
وتحمل بين طياتها ثقافة ووعيا كبيرا بسبل تطوير التعليم في الوطن
العربي,لكننا ما ان نرى ما يطبق منها وطريقة التطبيق الا ونوقن اننا من
عشاق العبث والاصلاح على الورق لا على الساحة المؤسساتية.